مستقبل سوق ألعاب الفيديو في العالم وسوق صناعة الألعاب في السعودية إلى أين؟

في كل عام نشهد تطور ملحوظ في عالم صناعة ألعاب الفيديو أو صناعة المنصات ومواصفاتها وبالمقارنة نجد بأن هذه الصناعة تتطور بشكل غير عادي سواء كانت بالملحقات المصنعة مثل ايدي التحكم أو نظارة الواقع الافتراضي أو مقود السيارات وغيرها، وأغلب هذه الملحقات خاصة بالمنصات والحاسب الشخصي أو حتى ألعاب الفيديو فلو تحدثنا عن صناعة لعبة الفيديو نلاحظ التطور الكبير سواء كان في رسومها وعالمها وشخصياتها واسلوب اللعب حتى في قصتها، البعض يرى بأن مستقبل الألعاب سيكون عبارة عن نسخ ولصق لنسخة العام السابق، والبعض الآخر يرى أنه يقدم الشيء الكثير للاعبين والجمهور على حد سواء.

في مقال اليوم سنتحدث عن مستقبل سوق الألعاب في العالم ونتطرق للحديث عن مستقبل سوق وصناعة الألعاب في السعودية إلى أين ؟

كيف ترى مستقبل سوق الألعاب في العالم؟

2

لاشك أن صناعة أجهزة ألعاب الفيديو ليست مجرد جهاز ألعاب منزلي فقط فهو أكثر من ذلك بكثير، خاصة أن هذه الصناعة مرت بمراحل تطور عديدة في سنوات طويلة، حيث ساهم جهاز بلايستيشن 1 من سوني في وضع الأسس والمعايير للكثير من الشركات في إنتاج الألعاب مستفيدين من تقنياته التي ساعدت على انتاج ألعاب فيديو فيها سرد قصصي ورسوم ثلاثية الأبعاد، هذا الجهاز اختلف عن الأجهزة السابقة التي قدمت ألعاب كلاسيكية برسوم ثنائية الأبعاد وأفكار بسيطة.

بعد إطلاق جهاز بلايستيشن 2 تطور مفهوم الألعاب بتقديم ألعاب ذات مستوى عالي وقد أحدث الجهاز نقلة ضخمة بتقديمة رؤية جديدة ومختلفة، تطور مفهوم الصناعة أنذاك وتم إطلاق جهاز بلايستيشن 3 وإكسبوكس 360 والذين قاموا بإدخال طور اللعب الجماعي للاعبين في الأجهزة المنزلية مما زاد من حدة التنافس والتلاحم بينهم، ولاحظنا كيف إن طور اللعب الجماعي يستمر بالتطور ويقدم اضافات وتحديثات جديدة، إذ نرى بأن أغلب الألعاب التي صدرت لاتخلو من طور اللعب الجماعي، أما أجهزة بلايستيشن 3 وإكسبوكس ون لم يحدثوا أية فروق جوهرية باستثناء أنهم قدموا تحسينات رسومية وتقنيات أفضل.

أما النقلة النوعية فهي للجيل الحديث بلايستيشن 5 والإكسبوكس سيريس، فقد أحدثوا ضجة كبيرة بين أوساط اللاعبين، فكل جهاز منهم قدم شيء جديد مبتكر سواء رسوميًا أو تقنيًا، ولاحظنا كيف أن مستقبل الألعاب يزدهر بشكل كبير خاصة في  ظل ازدهار الخدمات السحابية التي يعتمد عليها بشكل كبير، صحيح إن الإطلاق لم يكن له صدى كبير والسبب هو محدودية المناطق والتطلب العالي للاتصال بالانترنت، حيث يصعب على أي شخص تجربة ذلك، فهو غير جيد بالنسبة للأشخاص ذوي الاتصال المتوسط، وقد أكدت سوني أن خدمات البث السحابية ستلعب دور كبيرًا مستقبلاً وإن الخدمة السحابية سيتم استغلالها بشكل أفضل لجهاز بلايستيشن 5 خاصة مع انطلاق الجيل الخامس من شبكات الأنظمة اللاسلكية أو المعروف 5G، وقد قامت سوني بإضافة خيار تحميل الألعاب عبر خدمة البث السحابية، وبإمكانك أن تلعب اللعبة متى ما أردت وهذا يساعد اللاعبين الذين يعانون من ضعف الإنترنت،  لذلك PS Plus هي أحد الأوراق الرابحة لسوني وهي تستهدف شرائح كثيرة من اللاعبين.

3

الجدير ذكره أن سوني أعلنت في يناير 2014 عن خدمة البث السحابية المسماة PS Now وأُطلقت في معظم المناطق المستهدفة في 2015 وحاليًا تملك في جعبتها أكثر من 700 لعبة قابلة للبث المباشر ما بين بلايستيشن 4,3,2  مقابل اشتراك رمزي تسمح لك بأن تلعب وهي تبث لك مباشر مع المحافظة على جودة الأداء والسرعة وإصلاح كافة المشاكل التقنية التي تحدث أحيانًا، PS Now هي خدمة سحابية تتيح للمشتركين بث ألعاب بلايستيشن 2 و 3 و 4 و 5 والحاسب الشخصي ويمكن تحميلهم للعب مباشرة على جهاز بلايستيشن 4 و 5. وتستمر سوني في تحديثاتها حيث أعلنت مؤخرًا عن خدمة Ps Plus الجديدة تضم كل من PS Plus و PS Now لتشكيل قوة مضاعفة وتقديم شيء جديد ومختلف للاعبين وهي ليست خدمة مختلفة أو جديدة فهي عبارة عن إعادة هيكلة لخدمة Ps Plus.

بالنسبة إلى مايكروسوفت لقد افتقرت إلى التركيز على الألعاب وتلاها إغلاق استوديوهات ضخمة، بعد إطلاق جهاز إكسبوكس سيريس عادت مايكروسوفت لساحة المنافسة وركزت في التحضير والدخول بقوة وتقديم عناوين حصرية وضخمة إلى جانب استحواذها على الاستوديوهات المتنوعة آخرها أكتفيجن والتركيز على الخدمات الجديدة. من أهم ماقدمته مايكروسوفت خدمة البث السحابية الجديدة Xcloud، وقد أكدت أن هذه الخدمة لن تكون بديلة للأجهزة المنزلية في المستقبل القريب وهي كمالية مع الجهاز المنزلي وليست أساسية. وتستمر مايكروسوفت في تحديث خدماتها أهمها خدمة Xbox Game Pass والذي يقدم مئات الألعاب للاعبين، كما أن مايكروسوفت طورت تطبيق خاص مصمم لأجهزة الأندرويد والتي تساعد اللاعبين على الولوج والوصول إلى أكثر من 100 لعبة فيديو مختلفة.

5432

أيضًا لاحظنا كيف دخلت شركة جوجل مجال الألعاب وقدمت خدمة  Stadia  التي تساعد اللاعبين على الوصول للعبة بسرعة كبيرة، الخدمة تعمل على أي جهاز يمكن من خلاله فتح متصفح Chrome ولن تحتاج إلى جهاز مختص، حيث تسعى معظم الشركات التي تعتمد على الخدمات السحابية من تطوير الخدمة السحابية مستهدفين الوصول لدقة 4k و60 إطار في الثانية، يذكر أن خدمات البث السحابية ليست بخدمة جديدة حيث كان هناك مايعرف باسم onlive والتي تقدم نفس الميزات التي تقدمها الخدمات السحابية الحالية، ولكن مقابل رسوم شهرية إلا أنها واجهت صعوبات كثيرة على الحاسب الشخصي في 2010 بسبب البطئ والمشاكل التقنية فتم إلغائها.

صحيح أن خدمات البث السحابية واعدة ومثيرة للاهتمام ولكن في الحقيقة هي تحتاج إلى اتصال بالانترنت سريع جدًا وهناك شرائح من الناس يعيشون في دول لاتملك سرعات جيدة في الإنترنت والجودة ضعيفة، فإن أي تأخير في الاستجابة فهذا يعني الفشل فمثلاً خدمة ستاديا تحتاج إلى أكثر من 20 ميغابايت وهذا الرقم ضخم جدًا وفئة قليلة من يستطيع أن يصل له، كما أن العالم ينتظر الجيل الخامس من الشبكة والذي تم إطلاقه بشكل تجريبي في مناطق محدودة وهواتف معينة مثلاً في شيكاغو قاموا بعض الناس بتجربة الجيل الخامس على أجهزتهم حيث تتراوح سرعتها مابين 400 إلى 600 ميغابايت، وبالتالي سيكون اللاعبين قادرين على تنزيل الألعاب والأفلام في ثواني معدودة، وسيكون إطلاق الجيل الخامس في الدول كافة مرحب به خاصة هو الحل الجيد والوحيد في حل مشكلة استخدامات البث السحابيية بدون مشاكل وبالطريقة المثالية.

أغلب الشركات اليوم تحاول أن تواكب التطور بتقديم خدمات أو فكرة أو شيء جديد يمكن أن يكون منافس ويحقق مكاسب للشركة، فشركة Apple كشفت خلال حدث Show time عن خدمة  Arcade، في 2019 وهي تقدم أكثر من 100 لعبة جديدة وحصرية على المتجر مقابل رسوم رمزية وقابلة للتشغيل على أجهزة ios، يمكن الوصول إلى هذه الألعاب دون الحاجة للإتصال بالأنترنت، والجميل في الأمر يمكن أن تتوقف عن اللعب في الجهاز الذي تحمله وتستمر في اللعب على جهاز آخر.

1

أيضًا كل من Steam و Epic اقتحما مجال الألعاب فمتجر ستيم لايزال مهيمن في السوق بين المتاجر الإلكترونية على منصة الحاسب الشخصي فهو يقدم تخفيضات كثيرة للاعبين، أما Epic فقد قدمت لعبة قوية جدًا Fortnite التي تستهدف شتى الأعمار وحققت شعبية كبيرة لايستهان بها، حصدت إيبك من خلالها الكثير من الأرباح والشركة لاتتوقف عن تقديم التحديثات. كما أن متجر ايبك يقدم لعبة مجانية كل أسبوعين للجميع دون أن تشترك في أي خدمات وخاصة أنه يمكنك تحميل الألعاب ذات جودة جيدة وهذه نقطة لصالحهم إذ يتم جذب الكثير من اللاعبين.

بالنسبة لجهاز نينتندو سويتش الذي تم إطلاقه في 2017 هو يتميز بأنه جهاز محمول ويمكن حمله معك لأي مكان ولكنه ضعيف تقنيًا، وفي ظل دخول شركات عالمية تملك المال والتقنيات العالية نجد بأن نينتندو متأخرة في هذا المجال على الرغم من تقديمها جهاز متطور بتصميم جذاب ورائع، فسوني ومايكروسوفت سلاحهم في الوقت الحالي خدمات البث السحابية، ولكن نينتندو تفتقر لذلك والمنافسين لها ستزيد الضغوط عليها، لذلك على نينتندو أن تلجأ إلى حلول بديلة لتضعها في المنافسة من جديد. فمستقبل نينتندو مبهم وغامض في الوقت الراهن.

نحن على مشارف ثورة في مستقبل الألعاب لايستهان بها فالجميع يريد المنافسة ويريد أن يتميز عن غيره بتقديم خدمة أو لعبة، لذلك اليوم لم يعد من الضروري أن تملك جهاز منزلي خاص بالشركة، حيث لك حرية الاختيار خاصة مع وجود خدمات البث السحابية التي تتطور يوم بعد يوم فلاشك بأن الخدمة أصبح يعتمد عليها أعتماد كلي، والسبب أنه يقدم للاعبين تجربة ألعابهم بشكل مرن وسهل.

كيف ترى مستقبل سوق وصناعة الالعاب في السعودية؟

10

لقد شهدت المملكة العربية السعودية تطورًا ونموًا ملحوظًا في السنوات الماضية السابقة في مجال صناعة وتطوير الألعاب حيث احتلت المملكة المرتبة 19 بين أسواق الألعاب في العالم لعام 2021 وذلك بنسبة 41.1% وفق تقديرات وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية، أيضًا احتلت المركز الثالث في محور القدرات الرقمية بين دول مجموعة العشرين. يعكس هذا الإنجاز التقدم الذي أحرزته المملكة العربية السعودية على مستوى البنية التحتية للاتصالات، تهدف من خلال مااحرزته في تنمية القدرات الرقمية، والمشاريع الرقمية الضخمة.

ولم تقف المملكة العربية السعودية عند هذا الحد بل تهدف إلى الشراكة مع شركات رائدة في مجال صناعة ألعاب الفيديو، وقد أعلنت عن شراكة مع شركة OneMT، إلى جانبه أطلقت مجموعة شركة الاتصالات السعودية Stc منصة stcplay لألعاب الفيديو، وذلك بالمشاركة مع الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، تهدف المنصة إلى ربط مزودي الخدمات في مجال الألعاب مع اللاعبين. وتشير تقديرات شركة Newzoo لإحصاءات سوق الألعاب، إلى أن سوق ألعاب الهاتف المحمول في المملكة العربية السعودية سيحقق نحو 520 مليون دولار في عام 2021، مدفوعًا بنحو 21 مليون لاعب تقريبًا في جميع أنحاء المملكة.

777

وفقًا لتقرير Game Mode للربع الثاني، الصادر عن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية. حصلت مجموعة الاتصالات Stc على جائزة المشغل البلاتيني لأفضل مقدمي الخدمات في السعودية، والمتعلق بالألعاب الإلكترونية خلال النصف الأول من عام 2021، في 2020 بلغ إجمالي الإنفاق على الألعاب الإلكترونية في الشرق الأوسط 5.4 مليارات دولار، بنمو بلغ 15% على أساس سنوي، مقارنة مع الفترة المقابلة من العام السابق له. تصدرت السعودية الإنفاق عربيًا، بقيمة 1.090 مليار دولار، تبعتها مصر في المرتبة الثانية بقيمة 340 مليون دولار، ثم تبعتها الإمارات العربية المتحدة ثالثًا بقيمة 340 مليون دولار. أما الكويت جاء ترتيبها في المرتبة الرابعة بقيمة إنفاق 145 مليون دولار، وأخيرًا المملكة المغربية بقيمة إنفاق 140 مليون دولار خلال العام الماضي فقط.

تريد السعودية تحقيق مكاسب وترسيخ مكانتها كمركز تقني إقليمي وأن تكون الرائد في هذا المجال من خلال استقطاب الشباب السعوديين المبرمجين والمبتكرين في صناعة ألعاب الفيديو من أجل تعزيز قدراتهم الرقمية وتشجيع الابتكار والعزيمة لديهم، وتضع السعودية خطة واستراتيجية ترمي من خلالها إلى تحقيق رؤية لمستقبل ابداع الشباب السعوديين لعام 2030، وتركز الاستراتيجية إلى دعم وتطوير قطاع مجال ألعاب الفيديو كجزء من خططها للتحول إلى اقتصاد رقمي. وحاليًا المملكة العربية السعودية تدخل بكل صقلها في عالم الرياضات الإلكترونية وتطور هذا الأمر بشكل كبير وملحوظ من خلال اطلاق بطولات محلية وتنظيم فعاليات مثل حدث موسم الجيمرز أرض الأبطال المقام حاليًا على أرض الرياض ومستمر حتى الآن، المملكة العربية السعودية تعمل على تهيئة الأجواء والظروف المناسبة للشباب السعودي الذكور منهم والإناث وتأمين لهم أهم الاحتياجات الخاصة لهذه الرياضة بطريق حديثة وتأمين كل مستلزماتها من تأهيل وتدريب ونشر الوعي والثقافة عن أهمية هذه الرياضة الإلكترونية في العالم العربي بشكل خاص، واليوم تحتل المملكة العربية السعودية مركز مرموق وكبير في المنطقة العربية إذ نشاهد فرق سعوديين ونجوم تصل للعالمية في منافسات شرسة ضد فرق عالمية، ومن النجوم والمحترفين السعوديين أحمد مجاهد وفريق فالكونز وغيره الكثير من الفرق السعودية الكبيرة.

كيف تقيم خطوة شركة سوني في إتاحة الالعاب السحابية وتتبع خطى مايكروسوفت في خدمات الاشتراكات؟

12

هي خطوة ناجحة بكل تأكيد ولكن عليها بعض الملاحظات التي يجب أن تهتم لها وتعالجها، حيث استطاعت مايكروسوفت أن تحقق مكاسب وانتشار كبير من خلال إطلاق خدمة Game Pass التي تحدثها بشكل مستمر، لذلك قامت سوني بالرد على مايكروسوفت بإطلاق خدمة اشتراك جديدة تحمل اسم PS Plus تضم كل من PS Plus و  PS Now، جيم باس تقدم للمشتركين في اليوم الأول ألعاب حصرية ويبقوا في الخدمة إلى جانب اتفاقيات مع شركات الطرف الثالث لجلب بعض ألعاب الطرف الثالث إلى الخدمة، إلا أن سوني ترفض طرح حصرياتها باليوم الأول وهذا مؤسف إذ نرى بأن غالبية ألعابها هي ألعاب من أجهزة PS4 و PS3 ويعود السبب إلى عدم إدراج حصريات بلايستشن بالخدمة يوم صدورها أنه سيضر بجودتها.

مايكروسوفت جميع ألعابها متاحة للتنزيل ويمكن أن تلعبها أوفلاين كما لو أنك تلعبها على قرص رقمي أو تحفظها في منصة ألعاب الخاصة بك، وهي تتيح خدمتها بشكل جيد للاعبين ويمكن بثها عبر الهاتف كما أنها وعدت بدعم البث عبر المتصفح بوقت لاحق من هذا العام، وفيما يتعلق بتحميل الألعاب عبر خدمة جيم باس فستجد بأن هناك عدد محدود من الألعاب القابلة للبث عبر السحاب على الجوالات، أما خدمة بلايستيشن ناو فكل الألعاب يمكن بثها على أجهزة  و PS5 وأيضاً PC وبعدد محدود من الألعاب يمكن تحميلها ولعب اللعبة اوفلاين. الألعاب المتاحة تختلف باختلاف البلد.

خدمة جيم باس متاحة في جميع أنحاء العالم وتتيح للاعبين خيارات واسعة، أما بلايستيشن ناو غير متاحة بكثير من الدول بينها المملكة العربية السعودية، إذ أنها تحتاج لاتصال انترنت قوي من ذاك الذي تطلبه جيم باس، وكي تحل سوني المعضلة المتعلقة بخدمة البث بلايستيشن ناو في بعض الدول كالدول العربية تم توفير خدمة PlayStation Plus Deluxe لتكون البديل للأسواق التي لا تدعم هذه الخدمة، صحيح أن سوني تتفوق بنقطة مسألة الأسعار الخاصة بالاشتراك، لذلك على سوني أن تهتم بطرح حصرياتها باليوم الأول وأن تتيح خدمتها بشكل جيد للاعبين عبر الهاتف والمتصفح حتى تحقق نجاح كبير.

في رأيكم ما هو السوق الأكبر للألعاب (الكونسول ام ألعاب الهواتف)؟ ولماذا؟

4

 في بداية عام 2009 بدأت طفرة الهواتف الذكية بالإنتشار في الأسواق العالمية ولم يعد يخلو منزل إلا ومعه جوال، وقد نشأت شركات صغيرة لتطوير الألعاب لصناعة ألعاب خفيفة لهذه الأجهزة ذات القدرات التقنية التي كانت بين خفيفة ومتوسطة في بداياتها ولكنها تطورت بشكل ملحوظ في الأونة الأخيرة، وقد اهتم كبرى الشركات بهذه الأجهزة مثل شركة EA و Square Enix وغيرهم الكثير. حيث أصدروا ألعاب كلاسيكية كثيرة، وعندما وجدت هذه الشركات بأن هناك اقبال جاد من اللاعبين على عالم الجوالات فقررت انتاج ألعاب فيها أفكار وطرق مبتكرة وعبقرية مثل لعبة هيتمان جو وبوكيمون جو وألعاب تفاعلية اخرى والمزيد، بعض الألعاب تحتوي على مواد تجميلية وملابس لشرائها بأموال حقيقية فدفع الملايين من اللاعبين بإنفاق مبالغ كبيرة عليها وهو مايعرف بـ Microtransection وتعني شراء عناصر داخل اللعبة مقابل عملات حقيقية.

نعلم تمامًا أن سوق العاب الفيديو المتخصص منقسم إلى قسمين بين الهاردكور و الكاجولز وهم مجموعة من محترفوا الألعاب و غير المحترفين ولكن على نفس الأجهزة، تطور عالم الجوالات وأصبحت كبرى الشركات تعتمد عليه في صناعة ألعابها لأنها تعلم بأن هذه الطريقة تدر لها أرباح كبيرة، وأنها تعلم بأن ملايين من البشر يستخدمون هواتفهم وبالتالي الوصول إلى لعبتهم إليهم لن يكون أمر صعب، فهذه الألعاب الكلاسيكية استهدفت شريحة كبيرة من الجماهير الهواة والغير محترفين ليلعبوا هذه الألعاب البسيطة، لذلك نجد بأن سوق الهواة هو الأكبر ولكن بفارق كبير، إلا أن الشركات التي تريد توسيع النطاق ليشمل هذا التوسيع المحترفين أيضًا بدأت بصناعة ألعاب صعبة وتحتاج إلى الكثير من العبقرية لإنهائها، لذلك برأي الشخصي أرى أن سوق الأجهزة الذكية الجوالات كان له تأثير كبير على سوق الألعاب، وربما له تأثير سلبي جدًا على الصناعة ولكن سوف يستمر لسنوات قادمة ولايمكن تجاهله. إذ لاحظنا بأن الأجهزة المحمولة انتشرت بشكل مهول في ال 4 سنوات الأخيرة.

لقد كان سوق الأجهزة المحمول في الماضي محدود في العمل حيث تخصص في الاتصالات الهاتفية والرسائل وبعض الامور البسيطة أي كان يعتبر مكتبي أكثر من أن يكون مخصص للألعاب، لكن مع التطور السريع والتكنولجيا العالية وخاصة فيما يتعلق بصناعة المعالجات والتي ساهمت بفتح الباب أمام تلك الشركات في تطوير أجهزتها الجوال وجعلها تدعم الألعاب التي نراها اليوم، إذ أن بعض الألعاب تشعر كما لو أنك تلعبها على جهاز كونسولز برسوم وتقنيات رائعة.

11

مما لاشك بأن حجم مبيعات أجهزة الكونسول الضخمة التي حققتها كل من سوني ومايكروسوفت مع الاجيال القديمة والحالية عمل رائع وخاصة أننا شاهدنا نقلات نوعية بين جيل وآخر من الأجهزة, فجهاز PS4 حقق مبيعات أكثر من 40 مليون وحدة مباعة حول العالم، وجهاز الكونسول Xbox One  حقق مبيعات أكثر من 19 مليون جهاز تقريبًا حول العالم. فهذا النوع من الاجهزة له شعبية ضخمة تتفوق على الاجهزة المحمولة. وخاصة مع إطلاق كل من PS5 و  Xbox Series تغير المفهوم تمامًا، إذ أن أجهزة الكونسولز تستهدف 720 بكسل أو 1080 بكسل ومعدل إطارات ثابت 30 أو 60 حسب متطلبات اللعبة. في المقابل هناك ألعاب تدعم دقة 900 بكسل وألعاب تدعم فقط 720 بكسل وألعاب تدعم 1080 بكسل, ونفس الأمر بالنسبة للإطارات.

فأجهزة الجوال قدرتها وقوتها الرسومية محدودة وتجعلها متأخرة أمام أجهزة الكونسولز لذلك أجهزة الكونسول هي الرابح من هذه الناحية والسبب أنه بتكلفة مالية مقبولة ومنخفضة تسمح لك أن تحصل على تجربة لعبة ممتازة خاصة من يبحث عن القدرة على لعب الالعاب بخيارات رسومية كبيرة وحلول واقع افتراضي, شاشات متعددة, دقة 4K وخدمات خاصة بتنزيل الألعاب سيتوجه نحو هذه الأجهزة. بينما من يفضل دفع مبلغ منخفض ولمرة واحدة والحصول على تجربة لعب سلسة مع كل الألعاب دون الاكتراث حول الجودة الرسومية ودقتها فسيتوجه نحو أجهزة الجوال. إلا أن سوق أجهزة الجوال في العالم تبقى أكبر وحصتها أكبر فهي تستهدف شريحة كبيرة من الناس الذين يمكن اعتبارهم هواة أو غير محترفي.

هل ستتجاوز ألعاب الهواتف الجماعية عبر الهاتف مثل روبلوكس وامونغ اس نظيرتها على الكونسول مثل فورتنايت؟ وما السبب؟

7

تعتبر لعبة روبلوكس وبرأي الشخصي من بين أفضل ألعاب الفيديو لعام 2022 وهي تتفوق على الكثير من الألعاب الاستراتيجية مثل العاب فورتنايت Fortnite المتوفرة على المنصات وغيرها من ألعاب الهواتف الذكية المعروفة والمشهورة. تعتبر هذه اللعبة أفضل لعبة أونلاين يمكن لعبها عبر الحواسيب أو الكمبيوتر اللوحي عبر المتصفح، حيث تم تصميم اللعبة لتتناسب مع شريحة أعمار بين صغيرة ومراهقة تترواح من 8 – 18 سنة، فمن خلالها يمكن للاعب الهاوي البدء في إنشاء عالمه الرقمي الخاص به، فهي تطلق لهم العنان للخيال وذلك من أجل صناعة ألعابهم الخاصة بهم. لذلك هناك شريحة كبيرة من اللاعبين يفضلون لعبة روبلوكس وامونغ اس صحيح أن هذه الألعاب فيها عناصر قابلة للشراء بالعملات الحقيقية إلا أن هاتين اللعبتين تنمي مهارة وقدرات اللاعبين بشكل كبير.

من حيث احتراف الألعاب هل ترى أن هناك مستقبل أمام اللاعبين المستخدمين للهواتف الذكية؟ مثل لاعبين ببجي والالعاب الجماعية الأخرى.

13

ظهرت ألعاب الفيديو منذ أكثر من نصف قرن، وإنها في العقدين الماضيين تحديدًا أصبحت تقدم تجارب وخبرات تشاركية لانهاية لها عبر الإنترنت، خاصة ألعاب ما يُسمى بـ تقمص الأدوار أو مايسمى بـ MMORPGs، وهي ألعاب يكون للاعب فيها شخصية متجسدة في عالم خيالي، وعلى عكس الألعاب النمطية يتحكم ممارسو ألعاب هذه الشخصيات المتسجدة بشكل كامل في المواصفات الفيزيائية لشخصياتهم الافتراضية، وكذلك في تطوره وسماته، وكلما خاض اللاعب مزيدا من المعارك تطورت وتقدمت شخصيته الافتراضية، وامتلك أدوات ومهارات أكثر.

حيث تنقسم التسلية التي تمنحها ألعاب الفيديو إلى التسلية الشاقة التي تمنحك التحدي الممزوج، والتسلية السلسة التي تضفي بهجة مطلقة نابعة من تجربة اللعبة في حد ذاتها، والتسلية الجادة التي تبعث الحياة في المهام المملة، في حين أن التسلية الجماعية هي النتيجة الحتمية لقضاء الوقت مع أصدقائك. وبينما لا تمنح الحياة الواقعية نوعا أو اثنين من فرص التسلية السابقة في وقت واحد، فإن ألعاب الفيديو مصممة بدقة شديدة لتلبية هذا الغرض بالتحديد.

6

بكل تأكيد هناك مستقبل أمام اللاعبين والسبب أن عالم صناعة الألعاب يتغير ويتطور بسرعة كبيرة، فالشركات تريد أن تبحث عن أي فكرة جديدة لصناعة لعبة مختلفة ممكن أن تقنع بها اللاعبين وتدفعهم لخوص تجربة جديدة تجعلهم يفضلون هذه اللعبة عن غيرها من الألعاب، وبالتالي الجميع سوف يتهافت لشراء اللعبة أو تنزيلها من موقعها، ولكن للأسف هذه الألعاب حتى لو وصلت معها إلى الاحتراف فربما تتركها يومًا ما بمجرد ظهور لعبة اخرى جديدة تقدم مفهوم آخر، والدليل على ذلك لعبة بوكيمون جو عند صدورها أول مرة شارك بها الملايين من اللاعبين وحققت شعبية كبيرة آنذاك وجلبت أرباح كبيرة للشركة، إلا أنها مع الوقت فقدت رونقها وشعبيتها بعد أن صدرت ألعاب اخرى تختلف عنها، وكثيرة هي الألعاب.

تعتبر لعبة ببجي من أشهر الألعاب الإلكترونية التي لاقت رواجًا ونجاحًا منقطع النظير، ببجي تعد من الألعاب الاستراتيجية التي تعتمد على إطلاق النار والحروب من أجل الحفاظ على الأرض، وتستمر شركة ببجي في عروض مهولة، إذ نجد بأنه في كل فترة تطلق تحديثات جديدة إما بضم شخصيات ألعاب محبوبة ومعروفة أو شخصيات مشاهير، إلى جانب تنظيمها فعاليات تحدي بين اللاعبين، يصل عدد لعبة ببجي إلى 100 لاعب في اللعبة الواحدة، حيث أن الاحصائيات الأخيرة أشارت إلى أن هناك أكثر من 600 مليون عملية تحميل للعبة ببجي على الهواتف المحمولة، بالإضافة إلى دخول أكثر من 50 مليون لاعب يوميًا على منصات الألعاب، فهي تعد إحدى الألعاب الجماعية بمنظور أول. تحتوي اللعبة على نظام مكافآت متطور يمنحك الحصول على نقود معدنية في اللعبة، لتشتري من خلالها الأدوات الخاصة بك والأسلحة من أجل تحدي المنافسين.

الخلاصة … أن من يهتم بالألعاب التنافسية والجماعية فسوف يستمر في اللعب والانتقال إلى أي لعبة يرى فيها تحدي أو منافسة كونه يعتبر نفسه محترف في هذا المجال فهو سوف يطور نفسه دائمًا إذ يعتبر أن هذا النوع من الألعاب هو عالمه وسوف ينمي على الدوام مهاراته ويكسبه خبرة كبيرة، وهذه الفئة من اللاعبين لايحب التوقف بل أنه يريد تحطيم أرقام قياسية ويكون هو الأول فهو يبحث عن الشهرة والمنافسة، لذلك الشركات تسعى جاهدة للبحث عن مايلبي حاجة هؤلاء وتقوم على تطوير ألعاب مناسبة لهم ولفكرهم.

Ayham

جيمر نشيط اهتم كثيرًا بالقصة العميقة للعبة وافضل اللعب الجماعي مع الأصدقاء ألعابي المفضلة لعبة هالو بكل أجزائها.
زر الذهاب إلى الأعلى