تتحرَّق الجماهير شوقًا إلى هذه اللعبة منذ عشر سنوات من الآن، إذ أن الإعلان الأول عنها يعود إلى عام 2010. هي لعبة رعب وأكشن وبقاء على قيد الحياة من منظور الشخص الأول، اشتهرت كثيرًا بأجوائها وعالمها الظلامي ومخلوقاتها المخيفة الشرسة، لقد طالها التأجيل عدة مرات بسبب حرب روسيا على اواكرانيا والذي أثر كثيرًا على سير عملية التطوير، إلى أن انتهى أخيرًا فريق التطوير الأوكراني GSC Game World من إنهاء عملية تطوير اللعبة لتصبح ذهبية أي جاهزة للإطلاق في موعدها الذي تقرر في يوم 20 نوفمبر 2024 بشكل حصري مؤقت على أجهزة Xbox Series و PC (عبر Steam، و GOG، و Epic، وموقع GSC الإلكتروني) وستتوفر اللعبة أيضًا عبر Game Pass عند إطلاق اللعبة في الأسواق.
مما لاشك فيه أن فترة التأجيل سمحت لفريق التطوير أن يبدع ويقوم بثقل اللعبة ويكشف جميع الثغرات والأخطاء التقنية التي استطاع بهذه الفترة الطويلة أن يعالجها. والهدف من ذلك هو تقديم تجربة مثالية وغامرة للاعبين. تم تطوير اللعبة على محرك Unreal Engine 5، مما يعني أننا سنحصل على تجربة مميزة ومثيرة ومصقولة، وسنشهد تجربة بدقة 4K مع تتبع الضوء، كما أننا سنشهد عالم ينبض بالحياة، عالم كبير مليء بالتفاصيل بدءًا بالعالم المفتوح المذهل وإنتهاءًا بفئات البشر والوحوش المنتشرة في مدينة Zone وهي عبارة عن منطقة الاختلال اسمها بالكامل “The Zone of Alienation” منطقة تبلغ مساحتها أكثر من 60 كيلومترًا، قريبة من محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية على أعقاب كارثة عام 1986، تدور أحداثها في جدول زمني بديل حيث وقعت كارثة ثانية في عام 2006، والتي تسببت في طفرات وحشية ونشاط خارق للطبيعة في المنطقة، هذه المنطقة مكتظة بالوحوش والمخلوقات الشرسة وأيضًا بصائدي الجوائز وأشخاص آخرين المهتمين بإيجاد الحقائق وكشف الأسرار والمزيد، وهم يعرفون باسم S.T.A.L.K.E.R. وأنت واحد منهم. هذا وقد وعد GSC Game World بأن الوحوش والبشر الأعداء يتمتعون بذكاء اصطناعي عدواني كبير من شأنه أن يعزز تكتيكاتك في كل مواجهة ضدهم.
عالم اللعبة متغير وديناميكي ومثير جدًا
لضمان استمرار العالم في التحول من حولك فهذا يعني أن اللعبة فيها تعاقب الليل والنهار، حيث تصبح الوحوش في الليل أكثر عدوانية عما كانت عليه في النهار، كما أنك ستمر بمواقف صعبة مثل أن تشعر بالألم وتنزف في حال أصبت من قبل طلق ناري أو حتى هجوم من قبل وحش ما أو تأثيرات إشعاعية، وأيضًا ستشعر بالجوع وعليك أن تأكل حتى تستمر حياتك، وستشعر بالنعاس وعليك أن تبحث عن مكان آمن للنوم والراحة حتى تستعيد نشاطك، كل ماذكر يندرج تحت اسم عناصر آليات البقاء على قيد الحياة فلابد من أن تحافظ عليها وتهتم بها. أثناء استكشاف عالم اللعبة يجب أن تتوقع رؤية مواقع مألوفة مثل Cordon و Pripyat ومواقع اخرى جديدة مثل منطقة Duga.
وقد زعمت الشركة GSC Game World أنه سيكون هناك “مئات من المواقع المألوفة والجديدة الأخرى التي ستكون جاهزة للاستكشاف، لم يؤكد الاستوديو بعد فيما إذا كانت مناطق مثل Limansk و Zaton و Yanov و Kopachy من لعبة Stalker: Call of Pripyat (2008) ولعبة Stalker: Clear Sky (2010) ستعود أم لا. أثناء تنقلك في عالم اللعبة فلاتتوقع أن تجد وسائل نقل. فإن السفر السريع يعتمد على المال، لذا فهو أقرب إلى النظام التعاوني، حيث تحتاج في الواقع إلى الدفع لشخص ما لإرشادك إلى جزء آخر من The Zone. يمكنك استخدام جهاز المنظار في رحلتك وأيضًا جهاز الكاشف GILKA-01 والذي يمكن أن تستفيد منه للكشف عن المخاطر البيئية التي قد تعترض طريقك وتحدث فجأة أمامك مثل الزوابع.
كلمة S.T.A.L.K.E.R لها اختصار مزخرف وهي تشير إلى فئات من البشر ستقابلهم في اللعبة
إن منطقة The Zone of Alienation والتي تبلغ مساحتها 60 كيلومترًا والقريبة من محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية على أعقاب كارثة عام 1986، مليئة بمخلوقات غريبة ومجهولة وذلك بسبب الإشعاع القاتل والطاقة الغريبة التي تحتضن المنطقة. كما أن داخل هذه المنطقة يوجد صائدي الجوائز، وأشخاص يحبون المعرفة ويبحثون عن الحقائق ويكشفون الأسرار المخفية، والبعض الآخر متعطش للمال ويحبه حبًا كبيرًا، والبعض الآخر يهرب من ماضية ويحاول أن ينسى معاناته، الدوافع كثيرة وهؤلاء الأشخاص مهما كانت فئاتهم فهم يعرفون باسم S.T.A.L.K.E.R وأنت واحد وشخص منهم أيضًا لديك دافعك، وهي تكتب بالزخرفة اختصارًا للكلمات التالية:
- Scavengers الزبَّالون.
- Trespassers المتسللون.
- Adventurers المغامرون.
- Loners المنعزلون.
- Killers القَتلة.
- Explorers المستكشفون.
- Robbers اللصوص.
قراراتك ستؤثر على أحداث اللعبة وهناك أكثر من نهاية لها
إن هذا الجزء يعد تكملة للأحداث الثلاثية الأصلية ولكن ليس من الضروري أن يكون لديك معرفة مسبقة حتى تستمتع بهذا الجزء وفهمه، يمكن أن تبدأ مباشرة به وستفهم كل شيء، ستأخذك أحداث قصة اللعبة الغير خطية إلى قلب منطقة مدينة تشيرنوبيل الغامضة والمخيفة في منطقة أعماق Zone، وسنتعرف على شخصية بطل القصة والذي يدعى Skif وأفعاله سترسم وتحدد ملامح الفصل الجديد من تاريخ Zone، إذ عليه الإنطلاق والوصول إلى قلب Chornobyl تشيرنوبيل، بدأت القصة عندما تم تكليف Skif بشحن قطعة أثرية غامضة تستخدم طاقة The Zone، ولكن أثناء الشحن يتعرض البطل Skif لكمين من قبل أشخاص مجهولين الهوية ويُترك ليموت، ينجو Skif باعجوبة ويحاول معرفة من سرقه من خلال التعامل مع فصائل عديدة متنافسة في منطقة The Zone. إن مثل هذا النوع من الألعاب الذي يتضمن عالم مفتوح ضخم فمن البديهي أن يحتوي على خيارات وقرارات مختلفة تؤثر على أحداث اللعبة، لابد من أن تكون خياراتك ذكية وحكيمة، تأكد إن قرارك سيكون صعب سواء كان صحيح أم خاطئ سوف يؤثر بشكل كبير على أحداث اللعبة ومستقبل البشرية ويضعها على المحك وسيكون عليك أن تواجه عواقب اختياراتك. لذلك اللعبة ستتضمن أكثر من نهاية واحدة مختلفة بناء على قراراتك التي ستتخذها أثناء اللعب.
أسلحة فتاكة ومتطورة ومتنوعة يمكن التعديل عليها والاستفادة منها في المعارك
بحسب المطورين فإن اللعبة تحتوي على أكثر من 30 سلاح متطور ومتنوع ومميز في تصميمه وشكله، وكل سلاح له خصائصه وميزاته، فهناك سلاح الرشاش ومسدسات كاتم الصوت والاربي جي وأجهزة استكشاف ومنظار وغيرها المزيد، هذه الأسلحة يمكن التعديل عليها وبالتالي سيكون تأثيرها كبير ضد الأعداء، فمثلاً إذا كنت تملك سلاح كاتم الصوت وتريد أن تقوم بالتسلل خلف عدو ما وتقتله غدرًا فتأكد إذا لم تقوم بتطويره أو التعديل عليه فإن العدو سوف يشعر بوجودك ويقوم بمهاجمتك فورًا، لذلك احرص على تعديل أسلحتك وتطويرها بانتظام. كما أن البشر الأعداء سوف يبحثون عنك، ويضعون افتراضاتهم الخاصة حول مكان وجودك أثناء القتال. يعد هذا تحديًا في حد ذاته، مما يؤدي إلى تجربة الانغماس فعليًا في معركة بالأسلحة النارية حيث لا تقوم فقط بالتصويب والضغط على زر لقتل شخص ما مثل ألعاب كول أوف ديوتي، فأنت ستشعر وكأنك تقاتل من أجل إنقاذ حياتك.
لاتهدر مواردك وقم بإدارتها بشكل جيد بعد الحصول عليها
تحتوي اللعبة على عناصر الاربي جي وعناصر البقاء لذلك عليك أن تتوقع بأنك ستحصل على الكثير من المواد التي يجب أن تستخدمها حتى تستمر في قصة اللعبة، فهناك موارد عليك أن تقوم بإدرتها بشكل جيد، أي لايجب أن تستخدم المواد بشكل مفرط أو حتى عشوائي فلابد من استخدامها في اللحظات المناسبة والحرجة، يمكنك مساعدة العديد من الأفراد الذين يتجولون في المنطقة وتنفيذ مهام للحصول على مكافئات قد تكون مواد نادرة أو مفيدة، أيضًا يمكنك البحث عن القطع الأثرية وتداولها في السوق السوداء للحصول على الأموال وشراء مواد اضافية. عليك أن تتأكد قبل أن تمضي في مهمتك أن تتأكد من جاهزيتك بالذخيرة والأدوية وهو أمرًا بالغ الأهمية. سيموت بطل الرواية Skif بعد تلقيه بضع طلقات نارية فقط، في حين يمكن للمتحولين الوحوش أن يقتلوا اللاعبين في ثوانٍ. الذخيرة والإمدادات الأخرى نادرة، مما يعني أن اختيار وقت القتال يمثل مشكلة في حد ذاته.
نظام حياة متطور ومحسن بشكل واقعي
ربما بعض اللاعبين لايعلمون كثيرًا عن نظام محاكاة العالم الحقيقي الذي يدعى “A-Life”. فقط من يعلم عنه من لعب الجزء الأول، إلا أنه في الجزء الثاني سنجد بأن نظام A-Life تم تحسينه بشكل كبير وهو يحمل رقم 2.0. هدف هذا النظام هو التحكم في حالة العالم وسلوك الأشخاص حتى التحكم بسلوك الوحوش، سوف يؤثر التحكم على هذا السلوك على مجريات المنطقة ويقوم بتغييرها باستمرار ويجعلها مثيرة ومتفجرة.
اللعبة تحتوي على ثلاث خيارات صعوبة
وفقًا لتصريحات المطور GSC Game World حول صعوبة اللعبة والنهج الذي تستخدمه، فإنها ستوفر لك ثلاث اعدادات صعوبة عند إطلاق اللعبة، فعند اختيارك مستوى الصعوبة على المستوى العادي والتقليدي إلا أن التجربة لن تكون سهلة وفيها صعوبة، خاصة بأن المخلوقات المتوحشة تتمتع بذكاء اصطناعي مميز، أيضًا يوجد الخيار الأصعب لاينصح باختياره إذا كنت من الوافدين الجدد فسيكون اجتيازك للعبة أمر بالغ الصعوبة ويحتاج إلى استراتيجيات مخطط لها، خاصة أنه في حال قمت باختيار مستوى صعوبة عالً سوف يتم إزالة عناصر HUD وواجهة المستخدم. مما سوف يزيد من صعوبة الموقف واللعبة، لذلك يمكن اختيار هذا الخيار في إنهاء اللعبة على المستوى العادي.
في ختام هذا المقال … فإن لعبة Stalker 2: Heart of Chornobyl هي مزيج بين القديم والجديد، على الرغم من أن هذه تكملة مستقلة تدور أحداثها في عالم حديث، إلا أنها مبنية على أساسات اللعبة الأصلية، لذا توقع رؤية بعض الوجوه والفصائل المألوفة، وأيضًا أن اللعبة تعد جزءًا من لعبة إطلاق نار واسعة النطاق من منظور الشخص الأول وجزءًا من لعبة محاكاة غامرة مصممة بشكل معقد، وتبدو النتائج مثيرة للإعجاب التي استخلصناها من تصريحات المطورين أو من الفيديوهات التي تم مشاركتها مؤخرًا واستعرضت جوانب مختلفة من اللعبة.