بعد طول انتظار، تعود سلسلة Little Nightmares إلى عالم الكوابيس الطفولية المظلمة، ولكن هذه المرة بلمسة جديدة وجريئة. لطالما عُرفت السلسلة بقدرتها الفريدة على تحويل مخاوفنا الأولية إلى فن بصري وواقع ملموس، حيث يكون الصمت أحياناً أشد وطأة من الصراخ.
في هذا الجزء الثالث، تتولى استوديوهات Supermassive Games مهمة تطوير السلسلة، لتُقدم لنا قصة جديدة تدور حول بطلين جديدين: Low و Alone، ورحلتهما اليائسة للهروب من عالم “الدوامة” (The Spiral).
لكن التغيير الأهم لا يكمن في الشخصيات أو البيئات الجديدة فحسب، بل في الميزة التي طالما طالب بها الجمهور: اللعب التعاوني (Co-op). فهل ينجح هذا التحول الجذري في الحفاظ على الجو الانفرادي والمقلق الذي ميّز الأجزاء السابقة؟ وهل تكفي أدوات الأبطال الجديدة (القوس والمفتاح) لإثراء الألغاز والهروب من الأعداء الجدد؟
القصة والشخصيات.
تتبع اللعبة رحلة طفلين جديدين يجدان نفسهما عالقين في عالم الكوابيس:
شخصية Low “لو” : يرتدي قناع طائر ويستخدم قوسًا وسهمًا، ويُعتبر الدافع الرئيسي في محاولة الهروب.
شخصية Alone “ألون” : ترتدي خوذة طيار وتحمل مفتاح ربط (Wrench)، وهي نقطة الارتكاز العاطفي لـ Low.
المكان: تجري الأحداث داخل مجموعة من البيئات المشوهة تعرف باسم “الدوامة” (The Spiral) ضمن عالم العدم. الأهداف هي الهروب من هذه الدوامة، التي تُمثل مجموعة من الأماكن التي تتغذى على الأوهام، وربما تكون مرتبطة بذكريات الأبطال الخاصة.
الوحوش والبيئات المقلقة.
تستمر اللعبة في تقديم وحوش عملاقة تتجسد فيها مخاوف الطفولة، ضمن بيئات مفصلة:
• مدينة الموتى (Necropolis): أطلال صحراوية قديمة يطاردك فيها وحش Monster Baby.
• الكرنفال (Carnevale): مدينة ملاهي مروعة، ممطرة وقذرة، حيث يظهر وحش سيدة الأذرع العديدة.
• تتميز هذه البيئات بـ الجمالية البصرية التي تمزج بين البراءة المرعبة والأشياء الميكانيكية المتضخمة.
آليات اللعب.
التغيير الجذري يكمن في دمج اللعب التعاوني كجزء أساسي في تصميم اللعبة.
• تصميم مُتعاون بالكامل: تم بناء جميع الألغاز والمواقف في اللعبة لتتطلب تضافر جهود Low و Alone.
• اللعب الثنائي: يمكن للاعبين خوض التجربة معًا عبر الإنترنت، حيث يُعتبر التواصل الفعال والتوقيت مفتاح النجاة وحل الألغاز.
• اللعب الفردي: إذا كنت تلعب بمفردك، فستلعب بشخصية واحدة وتتحكم الشخصية الأخرى بواسطة ذكاء اصطناعي (AI) لتقديم المساعدة في المواقف الصعبة.
التحدي والبلاتفورم.
• البلاتفورم والألغاز: تحافظ اللعبة على طبيعتها كـ لعبة بلاتفورم وألغاز تعتمد على الفيزياء والمحاولة والخطأ. يجب على اللاعبين القفز والتسلق والاختباء في بيئة ضخمة وغير ملائمة لحجمهم.
• عناصر القتال: هناك تركيز أكبر على الدفاع عن النفس ضد الأعداء الأصغر، حيث يمكن لـ Alone استخدام مفتاح الربط لصد بعض الهجمات، مما يضيف طبقة جديدة لآلية اللعب التقليدية التي كانت تعتمد فقط على الهروب.
الخلاصة:
لقد نجح استديو Supermassive Games في الحفاظ على الجمالية الفنية المميزة للسلسلة وقدم آليات ألغاز جديدة ومبتكرة ترتكز على التناغم بين أدوات Low و Alone. هذا التغيير لم يكن سهلاً؛ فمقابل عمق الألغاز، قد يواجه اللاعبون لحظات إحباط من التعاون المشترك بينهم.
في النهاية، تثبت Little Nightmares III أن الكابوس يمكن أن يستمر، حتى لو تغيرت الوجوه. إنها إضافة قوية وضرورية تعيد تعريف أسلوب اللعب، وتؤكد أن أكبر اختبار ليس في مواجهة الوحوش، بل في قدرة الصداقة على النجاة في عالم مصمم لسحقها. اللعبة تضع السلسلة على مسار جديد، يَعِدُ بالمزيد من الرعب الذي يتجاوز حدود الشاشة.
الإيجابيات:
✅اللعب التعاوني المبتكر: يضيف بعداً جديداً للسلسلة، ويتطلب تنسيقاً وتواصلاً فعالاً لحل الألغاز.
✅ألغاز أكثر عمقاً: الأدوات الخاصة بـ Low (القوس) و Alone (مفتاح الربط) تفتح المجال أمام تفاعلات معقدة ومبتكرة في البيئة.
✅الجمالية البصرية والجو العام : المحافظة على الرعب السريالي المميز مع تصميم مبهر لبيئات جديدة مثل مدينة الموتى والكرنفال.
✅مدة اللعب الأطول: اللعبة هي الأطول في السلسلة (حوالي 7-9 ساعات)، مما يوفر محتوى أكبر.
✅تطور القصة: توسيع خلفية السلسلة عبر عالم “The Spiral” ومواجهة الأبطال لذكرياتهم الصادمة.
✅دعم اللغة العربية.
السلبيات:
❌الإحباط في الألغاز التعاونية: قد يؤدي الاعتماد الكلي على التنسيق إلى تكرار محاولات فاشلة وإحباط للاعبين غير المتفاهمين أو في حال اللعب مع الذكاء الاصطناعي.
❌فقدان جو اللعب الفردي: الانتقال إلى اللعب التعاوني قد يقلل من شعور العزلة والخوف الشخصي الذي كان سمة مميزة للأجزاء السابقة.
❌القتال: رغم إضافة أسلحة، قد يكون القتال سطحياً ومحدوداً مقارنة بتركيز اللعبة الأساسي على التخفي والهروب.
التقييم النهائي: 9/10
لعبة ممتازة!